الحرية الشخصية - An Overview



ولو وضعنا في اعتبارنا هذه الرؤية (الأكثر إيجابية للمجتمع)، سنكون أقل حساسية وأقل ثنائية مقارنة بالوضع الذي سردناه منذ البداية.

يمنح هذا النوع من الحرية الشعب أو السكان المحليين إمكانية أن يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر وبدون تدخل خارجي.

"إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان" الآية.

الحرية أيضا إحدى أهم قضايا الشعوب وهي من أهم الأوتار التي يعزف عليها السياسيون، فالكل يطمح لاستقلال بلاده وأن يكون شعبه حرا في اتخاذ القرارات لمصلحة الشعب أو الجماعة أو المجتمع الذي ينتمي إليه.

الأيديولوجيات]] والفلسفات، وخصوصا التحررية، فإن الحرية الفردية يعود أصلها الطبيعي والأخلاقي إلى قدرة الشخص على السيادة الفردية وتملك الشخص لنفسه، وعلى حد قول رودولف روكر: «الحرية ليست مفهوما فلسفيا مجردا، ولكن هي الإمكانية المحددة بقدرة كل إنسان على التطور بشكل كامل في القوى والقدرات والمواهب التي وهبتها له الطبيعة، وجعلتها متاحة لجميع أفراد المجتمع».

حُدد مفهوم الحرية الذي نتفهمه في عصرنا الحالي في عصر التنوير، وكانت الفكرة ببساطة هي التخلص من التعصب للعقيدة والفكرة والتخلص من التعميم والأحكام المسبقة.

هذا التوازن يحميه من الوقوع في فخ الترخي، حيث يميل إلى تحقيق مصالحه الشخصية دون النظر إلى حقوق الآخرين.

إن التركيز القوي على فكرة القيود له جذورٌ تاريخية؛ هذه النظرة سنجدها ظهرت في أوقات معينة، وكانت رد فعل لنُظم سلطوية وفترات كان فيها نوع من القمع والتسلط الديني؛ وبالتالي كان رد الفعل في شكل رفض كامل لأي شيء يشبه القيد من قريب أو من بعيد. أحيانًا رد الفعل يكون متطرف، وكما يُقال “اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي”، ولكن يجب أن أدرك بعد برهة أني لا أحتاج للنفث في الزبادي.

وفي الحديث: "إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: الخطأ والنسيان والإكراه"، أخرجه وصححه ابن حبان.

ومع كل ضروب الكيد والتعويق لجهود المصلحين عن طريق إعادة الربط بين الدين والحياة بين الدين والعقل والحرية والتقدم، فإن الإسلام يتجدد، وتحت القصف وربما بسببه يتقدم.

ولكن بتقدمها في العمر ونجاحها في عملها وتحقيقها الاستقلال المادي، لم تعد تشعر بالراحة في حيها القديم بسبب ما تصفه بـ "تتبع الناس بعيونها للنساء وفحص ملابسهن والتدقيق في سلوكهن، وإصدار الأحكام عليك من مظهرك ومما يرونه من بعيد".

وترى جويرو أن هناك فهم خاطئ للإيمان حينما "يتخيل البعض أن إيمانهم يعطيهم سلطة على ضمائر الآخرين، وبهذه السلطة يسمح الشخص لنفسه بمحاسبتهم والحديث عن عدم تقيدهم من وجهة نظره بحدود الله، بل ويسمح لنفسه أحيانا بتجاوز مستوى الكلام إلى العنف"، على حد قولها.

ولكن هناك مثال للتفكر: المجتمعات التي تميل للفردانية والحرية في العالم، أغلبها مجتمعات مهتمة بالحرية لأسباب اقتصادية، وتكون المناداة بحرية الفرد هو مجرد تعزيز للحالة الاقتصادية، وبالتالي فنحن نتحدث عن نظام اقتصادي معين، وهو الآن «الرأسمالية».

من المهم أن نعرف أن هذه النظرة ليست الوحيدة للتعامل مع المجتمع، لأننا نرى على جانب آخر، طريقة مختلفة للتعامل مع المجتمع تظهر بوضوح في «المجتمعات الشرقية» و«الفلسفات الصينية»، إن الاهتمام لديهم لا يكون منصبًا بالكامل على الفرد، على النقيض، يتم النظر للمجتمع بطريقة أكثر إيجابية، وأن الوحدات التي ينتمي لها الإنسان هي جزء كبير من هويته، ومعنى نور هذا أن الإنسان يعرِّف نفسه بدوره في المجتمع.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *