وكل ذلك يجعل الفن حاملا في طبيعته للثقافة الجمالية، وتكون بالتالي رسالته في الحياة متعددة الجوانب، ومن بينها تقويم السلوك الفردي والجماعي.
- تلعب الثقافة دورًا في تحديد أساليب حل المشكلات والتكيف مع التغيرات، حيث تختلف استراتيجيات المواجهة وفقًا للمنظور الثقافي.
أثر الثقافة على الفرد في بناء الشخصية من الناحية العقلية
هناك علاقة بين ثقافة المجتمع وشخصية المواطن الذي يعيش في إطاره، وكما أن المواطن يولد داخل مجتمع ما فهو يولد أيضا داخل ثقافة خاصة تشكل شخصيته، فالثقافة هي الإطار والأساس والوسط الذي تنمو فيه الشخصية، وهي التي تؤثر في أفكاره واتجاهاته وقيمه ومعلوماته ومهاراته وخبراته ودوافعه وطرق تعبيره عن انفعالاته ورغباته.
- تحدد المعتقدات الثقافية طريقة تعامل الأفراد مع الآخرين، ونظرتهم للحياة، وموقفهم من القضايا الاجتماعية.
النظر الإبستيمولوجي: مفهومه وأصوله في النسق المعرفي الإسلامي
أدى التطور السريع في العولمة، والتكنولوجيا، ووسائل الإعلام، والاقتصاد، والتحولات الاجتماعية إلى إعادة تشكيل الثقافة والشخصية بطرق لم يسبق لها مثيل.
إن الانحرافات السلوكية التي ميزت الوجود الإمارات الإنساني في صورته الفردية، أو الجماعية يمكن تقويمها، وإرجاعها إلى الفطرة السليمة التي جبل عليها الإنسان في صورته الفطرية عبر مسلك الجمال الذي يحيل الذات إلى سجيتها الأولى، بعيدا عما أصابها من تشنجات، أو اعتراها من نتوءات.
- تُبرز أهمية الاندماج الثقافي دون فقدان الهوية الفردية، مما يعزز من قدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات المجتمعية.
أثر الثقافة على الفرد في بناء الشخصية من الناحية الجسمية
يصور الأدب القصصي -على وجه الخصوص- أنواعا من السلوك البشري في قالب فني، يجعل المتلقي يجد صورة سلوكاته نور الامارات مجسدة في إحدى الشخصيات، مثلما قد يجد فيه بعض انكساراته، وطموحاته ممثلة في أخرى، وفي كل ذلك رسائل بانية لشخصيته، ومؤهلة له للتصرف بحكمة أفضل، قد تجنبه مخاطر السير في طريق الضلال، أو مسارب الغواية، أو متاهات الفشل.
يتيح لنا هذا التحليل إطلاعًا على الدوافع والقيم التي تتحكم في سلوك الأشخاص ضمن سياقهم الثقافي الخاص.
- تؤثر الثقافة على طريقة التفكير، حيث تختلف طرق تحليل المعلومات واتخاذ القرارات وفقًا للبيئة الثقافية.
يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الثقافة والشخصية، مع التركيز على كيفية تأثير المحددات الثقافية في تشكيل سمات الأفراد وسلوكياتهم.